» » لماذا يتخلف المسلمون في الهند؟

نيودلهي: براكريتي غوبتا يشكل المسلمون في الهند نسبة 14.5% من السكان، وهي نسبة كبيرة من حيث عدد السكان، حيث يزيد عددهم عن 180 مليون شخص في بلد يزيد عدد سكانه عن مليار نسمة. وعدد مسلمين الهند، هو ثاني أكبر معدل للمسلمين في العالم بعد عدد سكان اندونيسيا التي يعيش فيها أكثر من 200 مليون مسلم. لكن مسلمي الهند على الرغم من عددهم الكبير، لا يعيشون في أوضاع مريحة. فقد أظهرت دراسة جديدة مقلقة أن المستوى التعليمي للمسلمين الهنود، يكشف عن فجوة كبيرة بين المسلمين وغير المسلمين، ويتطلب تدخلا طارئا. وبغض النظر عن الأسباب، فإنه لا يوجد هناك خلاف حول حقيقة كون المسلمين الهنود اليوم، هم أقل تعليما وأفقر وأقصر عمرا وأقل تمتعا بالضمانات، وأقل صحة من نظرائهم غير المسلمين (هندوس وبوذيين ومسيحيين).
وترسم الإحصاءات صورة قاتمة عن وضع المسلمين المزري. ففي المناطق الريفية هناك 29% من المسلمين يحصلون على أقل من 6 دولارات شهريا مقارنة بـ26% لغير المسلمين، وفي المدن فإن الفجوة تزداد حيث تصل نسبة من يحصلون على أقل من 6 دولارات يوميا إلى 40% بين المسلمين، مقابل 22% بين غير المسلمين. ويشكل المسلمون العاملون في قطاع الخدمات العامة 7% من عدد العاملين مقابل 17% لغير المسلمين. و5% في مجال النقل و4% في حقل البنوك وهناك 29 ألف مسلم فقط في الجيش الهندي، البالغ عدده 1.3 مليون عسكري.
في الوقت نفسه هناك 30% من المسلمين الأميين في المدن، مقابل 19% من غير المسلمين. وهذه الأرقام متناقضة مع تلك التي تخص «التسعمائة مليون هندي الآخرين»، فهم على الرغم من نواقص وعيوب النظام السياسي والاقتصادي تمكنوا من التقدم إلى الأمام. وعدم تقدم المسلمون الهنود إلى الأمام ليس بسبب التمييز ضدهم من قبل الدستور الهندي، أو العراقيل التي تضعها الدولة الهندية.
لكن المسلمين الهنود لهم إنجازاتهم: فقد كان ثلاثة من رؤساء الهند من المسلمين (وهذا المنصب يجعل حامله قائدا للقوات المسلحة الهندية، ويعتبر أعلى منصب غير سياسي في الهند) وآخرهم هو عبد الكلام الذي ما زال يحتل منصب الرئاسة. وفي الماضي كان هناك الرئيسان ذاكر حسين وفخر الدين علي أحمد. وكان عبد الكلام وراء تطوير ترسانة الصواريخ الهندية قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية، وهو اكثر الأشخاص شعبية بين المواطنين الهنود غير المسلمين.
كذلك فإن من بين المسلمين الهنود، هناك لاعبة التنس الهندية الأولى سانيا ميرزا، وعظيم برمجي أغنى رجل في الهند، والذي يشغل رئاسة شركة «ويبرو»، وهداية الله رئيس القضاة في المحكمة الهندية العليا، والمارشال زهير قائد القوة الجوية الهندية، والممثلون شاه روح خان وامير خان وسلمان خان وسيف علي خان.
لكن قصص النجاح هذه تموه عن الموقع الحقيقي للمسلمين الهنود. اذ يمكن القول عن حق إن أغلبية ساحقة من المسلمين الهنود تتمنى المضي قدما والمشاركة في الرخاء الاقتصادي الناشئ في الهند، ولكنها تواجه عوائق القوى التقليدية والزعامة التي تفتقر الى الرؤية. ويقول زويا حسن استاذ العلوم السياسية في جامعة «جواهرلال نهرو» في دلهي «إن الزعامة السياسية لمسلمي الهند رجعية، وتمثل مزيجا غريبا من المحافظين التقليديين والزعماء الدينيين. ويتعين على المسلمين انفسهم أن يجدوا الاجابات والزعماء الجريئين ذوي الرؤى ممن لديهم مقاربات أكثر تكاملا للبلد، ويمكنهم أن يأخذوا بأيديهم نحو الحداثة. ويحتاج الجامع الى أن ينفصل عن السياسة. ويتعين أن يبقى رمزا مشرقا للدين ومعناه الروحي فحسب، وليس منبرا سياسيا». لقد قسمت الهند عام 1947 على اساس مبدأ الفرز الديني، مع تأسيس باكستان، باعتبارها ما يسمى «وطنا للمسلمين الهنود». ومن بين ما يقرب من 40 مليون مسلم في حينه، لم يختر سوى ثمانية ملايين منهم الذهاب الى باكستان، وغادر المتعلمون والأثرياء الى أراض اكثر خصبا، بينما بقي الفقراء وغير المتعلمين في الخلف.
ويتعين على مسلمي الهند أن يطالبوا بتوحيد زعامتهم مع الـ«900 مليون هندي آخرين»، وليس فكرة «العزلة الاسلامية» التي تعيدهم الى أغلال القرون الوسطى، وهو ما فعله المسلمون في ولاية كيرالا الهندية الجنوبية، ممن تقدموا على المسلمين الهنود الآخرين في قبول التعليم العلماني الحديث، والتخطيط العائلي والتحول الاجتماعي. كما أن التعليم بينهم أعلى بكثير بالمقارنة مع نظرائهم في أجزاء أخرى من الهند.

عن المدون Unknown

مدون عربي اهتم بكل ماهوة جديد في عالم التصميم وخاصة منصة بلوجر
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

2 التعليقات :

  1. موضوع رائع المزيد من مثل هذه المواضيع

    ردحذف
  2. التخطيط العائلي والتحول الاجتماعي. كما أن التعليم بينهم أعلى بكثير بالمقارنة مع نظرائهم في أجزاء أخرى من الهند.

    ردحذف